الإثنين، ٧ أكتوبر ٢٠١٣ - ٥:١٥ ص
سياسيون لـ 24: الدعم العربي في حرب أكتوبر غيّر الموازين الدولية للحرب
مصر/الامارات
القاهرة في 6 أكتوبر/وام/اتفق سياسيون وخبراء استراتيجيون وعسكريون مصريون، على أن الدور الذي لعبه العالم العربي لدعم مصر في حرب 6 أكتوبر 1973، لا يقل أهمية عن دور الجنود المصريين، الذين استطاعوا اجتياز خط بارليف المنيع، وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر.
واكدوا على الدور المشرف للامارات في هذا الانتصار مشيرين في ذلك الى قيام المغفور له الشيخ زايد، بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة من أوروبا، ليُعالج فيها الجنود المصريون .ولفتوا الى ان الدعم العربي استطاع أن يقفز بالعالم العربي إلى المرتبة السادسة عالمياً من حيث القوة والأهمية، وذلك بسبب انتصارات حرب أكتوبر التي دعمها العرب وقالوا لـموقع"24": " الاليكتروني ما قام به الرؤساء العرب وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد، كان له الفضل في تغيير الموازين الدولية للحرب، بعدما سعت الدول الكبرى إلى الوصول إلى حلول لإيقاف إطلاق النار بشكل سلمي".
وأكد الرئيس الشرفي لحزب الوفد المستشار مصطفى الطويل، أنه "لا يُمكن إغفال دور العرب في انتصارات حرب أكتوبر، والتي لا تقل أهمية عن الدور الذي لعبه الجنود المصريون في أرض المعركة".
وركز في حديثه عن الدور العربي، على دور دولة الإمارات والمغفور له الشيخ زايد، موضحاً لـ"24" أن دولة الإمارات العربية المتحدة، كان لها دور مشرف في هذا الانتصار، ومن هذه الأدوار، قيام الشيخ زايد، بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة من أوروبا، ليُعالج فيها الجنود المصريون.
وأشار إلى أن العرب يمتازوا بالتوحد في أوقات الشدائد والمحن، وهو ما تجسد في أروع مشاهده، عندما أعلنت مصر تحرير الأرض في 1973، وغسل عار نكسة 1967.
بدوره، أكد القيادي بالحركة الوطنية المصرية محمود نفادي، أن مصر لا يمكن أن تنسى دور الأشقاء العرب في حرب أكتوبر 73.
وقال لـ"24": "يوم 6 أكتوبر، كان وسيظل يوم نصر لمصر والمصريين والعرب منوها الى ماقامت به دول الخليج بوقف ضخ البترول، بهدف الضغط على الغرب حيث لعب سلاح البترول دوراً هاماً للضغط على الدول التي كانت تُساند إسرائيل، وساعد ذلك في الضغط لصالح مصر .
ومن وجهة النظر العسكرية، قال الخبير الاستراتيجي محمد عبدالمنعم لـ 24: "الدعم العربي لمصر في حرب أكتوبر 1973 كان كاملاً متكاملاً سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو معنوياً أو مادياً".
وأشار إلى أن الدعم العربي والتكاتف الذي حدث والوحدة العربية التي شهدها العالم العربي خلال تلك الفترة، استطاعت أن تقفز بالعالم العربي على مستوى العالم للمرتبة السادسة من حيث القوة والأهمية بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين والاتحاد السوفيتي وفرنسا وإنجلترا، وذلك بسبب انتصارات حرب أكتوبر التي دعمها العرب.
ونوه عبدالمنعم أن حالة التفكك والنزاعات التي يبدو عليها العرب الآن تجبر الجميع على التوحد مجدداً، وبشكل أكبر من التكاتف الذي حدث في حرب أكتوبر لمواجهة هذه الحرب الشرسة التي لا تتوقف من العالم الخارجي على منطقتنا العربية.
وفي تصريح مماثل، أكد الخبير العسكري مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقاً اللواء علاء عزالدين أنه رغم مفاجأة مصر للعالم والدول العربية ببدئها الحرب مع إسرائيل، إلا أن كلمة السر في هذه الحرب كانت ممثلة في الدعم القوي الذي قدمه العرب في هذه الحرب والذى لا يمكن إنكاره.
وقال عز الدين لـ 24: "كان أهم دور من نصيب، الإمارات والسعودية، بعدما قامتا بحظر تصدير البترول للدول المساندة لإسرائيل، الأمر الذي نتج عنه ارتفاع كبير في أسعار النفط في ذلك الوقت، وكان لهذا القرار بالغ الأثر في معنويات الجيش المصري".
وفي سياق متصل، كشفت وثيقة سرية مسربة من مكتب البحوث الاقتصادية في المخابرات المركزية الأمريكية، تم نشرها أخيراً، عن دور الدول العربية في مُساعدة مصر وسوريا خلال حرب أكتوبر. وأشارت الوثيقة إلى حجم التمويل الذي تلقته كل من مصر وسوريا، من الدول العربية منذ يوم 6 أكتوبر 1973 حتى 23 نوفمبر من العام نفسه، والذي يقدر بنحو 2 إلى 3 مليارات دولار.
وكشفت الوثيقة عن تلقى مصر مبلغاً يُقدر بـ100 مليون دولار من الإمارات، كان لها دور كبير في مساندة القوات المسلحة المصرية خلال أيام الحرب، بعد أن طلب الرئيس الأمريكي نيكسون، من الكونغرس اعتماد 2.2 مليار دولار كمساعدات عاجلة لإسرائيل، وهو ما قابلته دول الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية وليبيا والعراق والجزائر؛ بإعلان حظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، بسبب قرارها بدعم تل أبيب لمواجهة حرب تحرير الأرض المحتلة.
وقال نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عبد الغفار شكر، إن الدول العربية قدمت أبزر مواقف الوحدة، حينما اتحدت في دعم مصر أثناء حرب أكتوبر، حيث قدمت الكثير من أشكال الدعم المادي والمعنوي للجنود وللشعب المصري عامة.
وخص شكر بالذكر دولة الإمارات وقائدها الراحل العظيم الشيخ زايد وقال لـ 24: "جمع الشيخ زايد (رحمه الله) كل معاني الأخوة والدعم، حيث كان له دور كبير في النصر والتحضير للحرب منذ هزيمة عام 1967، من حيث إعادة تسليح الجيش المصري، بعدما قدم الكثير من المساعدات الاقتصادية للقوات المسلحة في أثناء الحرب".
وأشار إلى الدور الاقتصادي والسياسي الذي لعبته الإمارات في الحرب، مُستخدمة فيه جميع قدراتها وقنواتها السياسية والدبلوماسية، مشيراً إلى موقف الشيخ زايد في منع البترول عن الدول الموالية لإسرائيل، بما أدى إلى تغيير الموازين الدولية للحرب.
واختتم شكر حديثه بتأكيد أن الشيخ زايد، "يعتبر من أهم القادة العرب الذين كان لهم دور لا ينسى في حرب أكتوبر، بالاشتراك مع الملك فيصل"، مشيراً إلى أن مصر اعترفت بجميل الشيخ زايد، بإطلاق اسمه على عدد من المدارس والشوارع والمدن، تقديراً لجهوده أثناء وبعد الحرب، من حيث إعادة بناء الدولة المصرية، وتعمير المدن التي كانت دمرت في الحرب بشكل كامل".
و قال صاحب فكرة تدمير خط بارليف بمضخات المياه، اللواء باقي زكي، إن معجزة حرب أكتوبر تمثلت في الإنسان المصري الذي تفوق على سلاح العدو المتطور عن السلاح المصري بمراحل.
وأشار زكي في تصريحات خاصة لـ 24 إلى أنهم كقادة وجنود كان يشعرون بالفخر بالمواقف العربية أثناء وجودهم على الجبهة، مشيراً إلى أن "الشيخ زايد لم يبخل في دعم مصر خلال هذه المعركة، وقدم للجيش المصري كل أنواع الدعم التي كان لها دور كبير في تحقيق النصر".
ويروي اللواء باقي شهادته في الحرب قائلًا: "كنت منتدباً في السد العالي، ولما حدثت النكسة صدرت أوامر بعودة كل المنتدبين في المؤسسات المدنية إلى القوات المسلحة، وأنا كنت متخصصاً في المركبات، وكنا نرى العدو في الضفة الشرقية يقيم ساتراً ترابياً، وكانت كل القيادات العسكرية ترى أن يتم تدمير الساتر الترابي بالديناميت والمدافع، ولكن أنا كانت نظرتي مختلفة للأمر".
ويتابع قائلاً: "على الرغم من صغر سني استمع لي أحد القيادات في اجتماع بفرقتي، وعرضت فكرتي التي استوحيتها من عملي في السد العالي، حيث كنت أعمل كمنتدب في بداية الستينات من أبريل 64 وحتى نكسة 67، وكانت الفكرة متمثلة في مضخات المياه التي كانت تهزم التراب في دقائق معدودة".
وأضاف صاحب فكرة تدمير خط بارليف بمضخات المياه: "خلال 12 ساعة، ما بين الساعة 12 ليلاً، وحتى الساعة 12 ظهر اليوم التالي، كانت الفكرة وصلت لأعلى مستوى في القوات المسلحة، وفي أقل من أسبوع كانت قد وصلت للرئيس جمال عبد الناصر، القائد الأعلى للقوات المسلحة، واهتم بها وأمر بتنفيذها وأجرينا 300 تجربة على كيفية إزالة الساتر الترابي بمضخات المياه، وفي بداية العبور تم فتح 60 ثغرة، ومرت قواتنا إلى الضفة الشرقية".
واختتم باقي تصريحاته بالتأكيد على أن إسرائيل تفاجأت بما حدث، وكانت غير مدركة له، مُشيراً إلى أن الجندي المصري كان بطل هذه المعركة.
وقال أحد ضباط المخابرات الحربية والاستطلاع أثناء حرب أكتوبر اللواء شريف عبدالنبي، أن حرب أكتوبر، جسدت المعنى الحقيقي للتضامن العربي بين الأشقاء، وكان الموقف الخليجي والعربي خلال الحرب مشرفاً لكل المصريين.
وقال في تصريحات خاصة لـ 24 إن المصريين لا يمكن أن ينسوا دور الشيخ زايد في حرب أكتوبر والدعم الكبير الذي قدمته دولة الإمارات تحت قيادته إلى مصر.
وأشار عبدالنبي في شهادته عن حرب أكتوبر، إلى أن قيادة الجيش بنت "خطة الخداع" أثناء حرب أكتوبر على 3 عناصر رئيسية، أولها اختيار ساعة الصفر، والذي كان في الثانية ظهراً، على عكس المتعارف عليه أثناء الحرب العالمية الثانية مثلًا، فكانت الجيوش تحارب مع بزوغ الشمس أو مع انقضائها، وثانيها اختيار اليوم وكان يوم سبت العطلة الأسبوعية عند اليهود، والمعروف عندهم باسم "كيبور" أو الغفران، أما ثالثهما اختيار الشهر وهو شهر رمضان الذي كان يتوقعه اليهود بأنه شهر السكون عندنا، مؤكداً على أن هذه الخطة كان لا يعلم بها إلا قادة الجيش فقط.
وبسؤاله عن أهم الأسباب الأخرى التى قادت للنصر، قال: "المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، خلال حرب أكتوبر كان من أعظم القادة الذي تولوا مناصب عديدة، منها قائد الجيش الثاني الميداني، ورئيس المخابرات العامة المصرية، ورئيس أركان القوات المسلحة، والقائد العام للقوات المسلحة، فهو شخصية نادرة، كما أن الرئيس الراحل أنور السادات، شخصية من طرازٍ فريد"، مؤكداً أن سر نجاح حرب أكتوبر هو روح التعاون بين جميع الجنود والقادة في مصر، وأن الجميع لم يكن يريد إلا تحرير أرض الوطن.
وأشار عبدالنبي إلى أنه في الفترة ما بين نكسة 1967 وانتصار 1973، كان هناك رجال من البدو تعاملوا وتعاونوا مع رجال المخابرات الحربية، وأفادوا القيادة العامة للقوات المسلحة، وأفادوا مصر فائدة كبيرة جداً.
وأكد أن مصر وقَّعت على اتفاقية السلام بكامل إرادتها، وحصلت على كل أراضيها، ولولا الحرب لكانت سيناء في حوزة إسرائيل.
وأكد الخبير العسكري، ورئيس وحدة الدراسات الأمنية بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام اللواء قدري سعيد، أنه على الرغم من مرور 40 عاماً على نصر أكتوبر 1973، إلا أن العالم كله سيظل يتحدث عن ملحمة العبور التي قدمها الجيش المصري في هذه الحرب ، وكانت النقطة الحاسمة في تحقيق النصر.
وقال سعيد الذى كان أحد أبطال حرب أكتوبر، وعمل ضابطاً فى القوات المسلحة فى مجال الدفاع الجوى لـ24، في سياق شهادته على تلك الحرب: "كانت خطوة تدمير خط بارليف، الأسطورة التي كانت تفتخر بها إسرائيل، ظناً منها أنها صنعت مانعاً قوياً لا يمكن أن تخترقه القوات المصرية، أهم إنجاز وابتكار مصري في هذه الحرب، وذلك من خلال استخدام خراطيم المياه في اختراق الساتر الترابي، الأمر الذي فاجأ الإسرائيليين".
وحول الشائعات التي ما زالت تطلقها بعض الصحف الإسرائيلية بهدف تضليل الرأي العام عن انتصار مصر والعرب في تلك الحرب، قال: "هناك كثير من القادة الإسرائيليين تحدثوا بشكل منطقي وموضوعي عن حرب أكتوبر، واعترفوا أن ما قام به المصريون وقتها كان شيئاً مُذهلاً ومفاجئاً، لم تتوقعه إسرائيل".
وأضاف: "لكن مع مرور الوقت ونتيجة لصدمة تل أبيب فيما قامت به القوات المصرية، عجز البعض عن تصديق الأمر ورفض الاعتراف بهزيمة إسرائيل. وبدأ يختلق أكاذيب وشائعات لتزييف الواقع وإظهار أن إسرائيل لم تهزم".
ويواصل الخبير العسكري شهادته على حرب أكتوبر: "يمثل عنصر المفاجأة في الدراسات الاستراتيجية والعسكرية، عامل نجاح أية عملية عسكرية، حتى إن البعض يرى أن نية المفاجأة، تعوض القصور في القدرات الفعلية للعملية".
ويقول: "كانت هناك تقويمات واستطلاعات في أمريكا بشأن تحديد نسبة احتمالية حدوث حرب بين مصر وإسرائيل والتي كانت تصل لأقل من 45 %، مشيراً إلى أن الرسائل المتضاربة للرئيس الراحل أنور السادات وعدد من القادة العسكريين، بشأن خوض الحرب، نشر لدى الجانب الإسرائيلي حالة من الارتباك، جعلته يعجز عن تحديد الأخبار الحقيقية من الكاذبة، وكلها عوامل ساهمت في تأكيد عنصر المفاجأة في وقت الهجوم.
وأكد سعيد أن مصر استخدمت خدعة نقل معلومات خاطئة ومتضاربة لإسرائيل، الأمر الذي خلق لدي تل أبيب يقيناً بأن مصر لن تحارب، كذلك خطوة انسحاب القوات من شاطئ القناة بعد أن كانت تنتشر هناك.
وأضاف أن نشر عدد من الصحف لأخبار حول منح الجنود إجازات وفتح رحلات لأداء العمرة لقيادات الجيش في هذا الوقت، كان من ضمن الخدع التي قام بها الجيش المصري لصنع مفاجأة أكتوبر، وكل هذه الأمور كانت تسريبات غير حقيقية، الهدف منها التغطية علي ميعاد الهجوم.
ويختتم الخبير العسكرى شهادته، قائلاً: "على الرغم من المفاجأة التى أذهلت العالم والدول العربية ببدء الحرب مع إسرائيل، إلا أن الدول العربية كان لها موقف عظيم تجاه مصر لا يمكن إنكاره، وهو الدعم القوي الذي قدمته في هذه الحرب، وكان أهم دور من نصيب الإمارات والسعودية، بعدما قامتا بحظر تصدير البترول للدول المساندة لإسرائيل، الأمر الذي نتج عنه ارتفاع كبير في أسعار النفط في ذلك الوقت، وكان لهذا القرار بالغ الأثر في معنويات الجيش المصري".
و قال رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق اللواء نصر سالم، إن نصر أكتوبر كان ملحمة تاريخية لمصر ولكل العرب. وأضاف في شهادته عن حرب أكتوبر في ذكرى مرور 40 عاماً: "أعاد الكرامة إلى الشعوب العربية بعد نكبة 1948 في فلسطين، ونكسة 1967". وأثني سالم على الموقف العربي الذى دعم الجيشين العربيين (السوري والمصري).
وقال سالم لـ24: "إن موقف الدول العربية خلال حرب أكتوبر كان مشرفاً، فمصر لم تكن تحارب وحدها، والموقف الحاسم للإمارات والسعودية، ممثلاً بالشيخ زايد والملك فيصل، لعب دوراً كبيراً في انتصار أكتوبر، واستعادة الأمة العربية كرامتها".
وبسؤاله عن مهمة جهاز الاستطلاع، الذي كان يعمل به خلال حرب أكتوبر- بشكل عام، أضاف: "مهمتنا كانت البقاء خلف خطوط العدو، في مسرح العمليات، أو منطقة القتال، ورصد كل تحركاته أولاً بأول، وإبلاغها للقيادة العامة، ورصد جميع أنشطة العدو وحجم قواته، والمعدات الموجودة معه، بهدف جعل منطقة الصراع كتاباً مفتوحاً أمام القيادة العامة".
وأكد أن جهاز الاستطلاع كان الجندي المجهول في حرب أكتوبر، فقد حدث وقف لإطلاق النار بين مصر واسرائيل قبل بدء الحرب بثلاث سنوات، وكان كل الاعتماد وقتها على الجهاز، حيث أمد القيادة بكل المعلومات اللازمة عن منطقة سيناء والعدو وقواته وتحركاته، وبناءً على هذه المعلومات تم وضع الخطة "بدر"، وهى خطة عبور قناة السويس.
وأشار إلى أن ما حدث في 1967، كان بمثابة أزمة حقيقية للشعب المصري بأكمله، وليس القوات المسلحة فقط، وأن الجيش كان يخوض معركة البقاء واستعادة الكرامة، وهذا جعل القوات المسلحة كانت على قلب رجل واحد.
ووصف سالم الرئيس الراحل أنور السادات بالقائد العظيم، لأنه اتخذ قرار الحرب على الرغم من تفوق السلاح الإسرائيلي على السلاح المصري، ولكن إرادة الجندي المصري كانت أهم من السلاح، مؤكداً أن السادات قائد لا ينسى في التاريخ على الإطلاق، مُشيراً إلى أنه استكمل مسيرة الرئيس الراحل عبدالناصر في بناء الجيش المصري بعد هزيمة 1967.
وحول تقييم دور الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك قال سالم: "ما قام به حسنى مبارك ملحمة لن تتكرر في تاريخ المعارك الجوية، بغض النظر عن دوره السياسي، فلا يجب أن نغفل دوره العظيم خلال حرب أكتوبر، لأن الضربة الجوية الأولى التي قام بها نجحت بأقل عدد من القوات، على الرغم من أن الطائرة الإسرائيلية تعادل 4 طائرات مصرية وقتها".
و أكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، سفير مصر الأسبق لدى الإمارات، السفير فخري عثمان، أن نصر أكتوبر لا يُمثل اليوم الذي استطاعت مصر فيه أن تسترد جزءاً غالياً من أرضها فقط، وإنما يعد هذا اليوم بمثابة نصر للوطن العربي كله، الذي استعاد به كرامته في الوقت الذي كانت إسرائيل تفتخر بتمكنها من جزء كبير من الأراضي العربية.
وأوضح عثمان في تصريحات خاصة لـ"24"، أنه كان له دور هام في القبض على الجاسوسة المصرية هبه سليم، وإعادتها إلى مصر في بداية 1973، والتي تم تجسيد قصتها بعد ذلك في عمل سينمائي بعنوان "الصعود إلى الهاوية".
وقال: "لقد قمت باصطحاب هذه الجاسوسة من فرنسا إلى مصر، والتي كشف التحقيق معها عن تسريب مجموعة كبيرة من المعلومات والخطوات التي كانت تقوم بها مصر إلى إسرائيل، وذلك نتيجة لقيام تلك الجاسوسة بتجنيد أحد الضباط، والحصول منه على كم هائل من المعلومات التي تتعلق باستعدادات مصر في تلك الفترة، ولذلك تم تغيير عدد من الخطط والاستعدادات التي تسربت إلى إسرائيل قبل حرب أكتوبر".
وأوضح أنه من أهم المعلومات التي تم تسريبها إلى إسرائيل، كان موعد الحرب، ولذلك قامت مصر بتغيير الموعد في الأوقات الأخيرة. وأشار إلى أن الشعب المصري كله ساهم بدور في حرب أكتوبر، لأن كل أسرة أو عائلة مصرية كانت تشارك في هذه الحرب بفرد أو أكثر من أبنائها، فداءً لاستعادة الأرض والكرامة.
وبسؤاله عن فترة عمله كسفير لمصر لدى الإمارات لمدة أربع سنوات، أوضح أن تلك الفترة مثلت بالنسبة إليه له أفضل فترات عمله الدبلوماسي، نتيجة للعلاقة الوثيقة التي كانت تجمعه والشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، وقال: "كنت أشعر دائماً أثناء عملي هناك بأني جزء من الأسرة الحاكمة، وذلك نتيجة لشدة حب الشيخ زايد لمصر، فكان دائماً يردد لي في كل لقاءاته "مصر تعيش في قلبي"، و "الإمارات حكومة وشعباً ترعى مصر في كل وقت" وفي تلك الفترة كانت كل خدمات الإمارات متاحة لمصر".
وأضاف سفير مصر الأسبق لدى الإمارات: "لا يمكن أن ننسى موقف الإمارات العظيم في وقت أكتوبر، بالمشاركة مع السعودية وعدد من دول الخليج، عندما قاموا بحظر تصدير النفط للدول المساندة لإسرائيل، الأمر الذي ساهم في قيام تلك الدول بممارسة نوع من الضغط علي إسرائيل أثناء الحرب، وذلك بعد أن ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير، نتيجة لقرار الحظر، وعجزت إسرائيل عن توفير البترول اللازم لاستمرار الحرب، فكان لسلاح البترول دور قوي في حرب 73".
وتابع عثمان قائلاً: "الشعب المصري يعلم جيداً ماذا قدمت، وما زالت تقدم الإمارات من أجل بقاء مصر دولة قوية، فالشعبان المصري والإماراتي بينهما تلاحم قوي منذ أيام الشيخ زايد، وحتى اليوم"، لافتاً إلى أن الشيخ زايد كان يشعر بسعادة كبيرة عندما كان يزور مصر، ويجد استقبالاً وترحيباً كبيراً من الشعب المصري.
تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . .
وام/مص/ز م ن