اختتام الاجتماع الوزاري الخليجي - البريطاني للحوار الاستراتيجي بمشاركة الإمارات

الكويت في 15 أكتوبر/ وام / أكدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية و بريطانيا - في ختام أعمال الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين دول المجلس والمملكة المتحدة - التزامها بتعزيز العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف إضافة الى التصدي للتهديدات الدولية التي تواجه الجانبين.
ترأس وفد الدولة إلى الاجتماع الذي استضافته دولة الكويت..معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية.
و نقلت وكالة الأنباء الكويتية " كونا " عن فيليب هاموند وزير خارجية المملكة المتحدة خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الليلة الماضية مع الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي والدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون بعد انتهاء الاجتماع .. أن العلاقة بين بلاده و دول مجلس التعاون الخليجي متينة وراسخة معتبرا الاجتماع المشترك مع وزارء خارجية دول الخليج العربية فرصة لتعزيز هذه العلاقات على مستوياتها كافة.
وقال هاموند " نحن ملتزمون بالمضي قدما في عملنا الساعي الى تعزيز العلاقات الثنائية والمتعددة الاطراف إضافة الى مواجهة التهديدات الدولية التي تمنعنا من القيام بذلك ".
وأضاف أن الجانبين البريطاني والخليجي اعتمدا خطة العمل المشتركة بينهما والتي تغطي مجالات التعاون على المستوى الثنائي الأمر الذي يوجد إطارا وبنية تسمحان بالمضي قدما من أجل هذا التعاون في جميع المجالات المهمة.
وذكر أن الاجتماع ناقش العديد من الصعوبات والتهديدات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط .. مؤكدا أن ازدهار وأمن المملكة المتحدة يعتمد على ازدهار وأمن أصدقائنا وشركائنا في الشرق الأوسط وفي منطقة الخليج بشكل خاص".
وقال " نحن متفقون على أن تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " تمثل خطرا وجوديا للشرق الأوسط وللمملكة المتحدة والعالم وأن مواجهة " داعش " تتطلب جهدا دوليا .. مؤكدا عزم بلاده على دعم السلطات العراقية في محاربتها للتنظيم ودعم المعارضة المعتدلة في سوريا التي تحارب " داعش " و نظام الرئيس السوري بشار الأسد ".
وبين أن الجانبين رحبا بالعمل المشترك والتحالف ضد " داعش " و المقاتلين التابعين للقاعدة ضمن التحالف الدولي الذي التأم من اجل معالجة الارهاب في هذه المنطقة.
وقال هاموند إن رئيس الوزراء البريطاني وصف مكافحة هذا التنظيم بأنه " نضال جيلي " أي أنه نضال لمواجهة جيل كامل ونحن لا نتعامل مع قوة عسكرية فقط بل مع ايدلوجية وفكر ولابد من أن نقوض هذه الايدولجية التي استحوذت على أفكار جيل كامل والتأكد أن الجيل المقبل لن يتأثر بهذه الأفكار ".
وشدد على ضرورة إعادة بناء القوات الأمنية العراقية التي تدهورت قوتها خلال الإدارة العراقية الماضية وهو ما قد يستغرق شهورا كثيرة من إعادة التدريب والتوطين وتزويدها بالعتاد العسكري ".
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا قال هاموند " إن التحدي هو دعم مقاتلي المعارضة والاستفادة من خمسة ملايين دولار التي أقرها الكونجرس الأميركي من أجل توسيع هذه القوة حتى نصل الى التوازن على الأرض في سوريا مما يساعد في تقهقر قوة داعش والتوصل الى تسوية سياسية حول نظام الرئيس السوري بشار الأسد ".
وذكر أن ضربات التحالف الدولي على " داعش " أوقفت وقوضت من قوة التنظيم الارهابي معربا عن الأمل في إعادة بناء القوات على الأرض من أجل استعادة الأراضي التي سيطر عليها التنظيم.
وأوضح أن التحالف الدولي ضد هذا التنظيم واسع النطاق وان المعركة ضده ستأخذ اشكالا عديدة خلال السنوات المقبلة لافتا الى ان العديد من الدول المشتركة في التحالف ستضطلع بأدوار مختلفة وجميعها مهمة.
وأشار إلى أن المملكة المتحدة لن تضع قوات عسكرية على الأرض " وذلك لإيماننا أن هذا الأمر لن يحصل على موافقة الشعب البريطاني إضافة لعدم إيماننا بأنها الطريقة المناسبة لهزم داعش ".
وأضاف " نحن نؤمن بأن تواجد قوات قتالية غربية على الارض في العراق سيغذي الفكر الذي يعتمده داعش .. مؤكدا دعم المملكة المتحدة للقوات الأمنية العراقية والقوات الكردية لتعزيز قدراتها وتأمين الدعم الجوي والمساعدة التقنية والمساعدات والنصيحة والتدريب كي تتمكن محاربة داعش على الأرض ".
وأوضح وزير الخارجية البريطاني أن الاجتماع ناقش الوضع في اليمن وهو يعد مصدر قلق للجميع وتهديدا للاستقرار في شبه الجزيرة العربية..لافتا الى أن المملكة المتحدة و دول مجلس التعاون الخليجي يضطلعان بدور مهم في اليمن و يدعمان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
و بشأن عدم تطبيق نظام التأشيرة الالكترونية للمواطنين الكويتيين الراغبين بالسفر الى بريطانيا أسوة ببعض الدول الخليجية بين هاموند ..أنه ناقش هذا الموضوع في اجتماعاته الثنائية مع المسؤولين الكويتيين يوم أمس.
وقال " أطمئن المواطنين أن التزامنا بادخال نظام التأشيرة الالكترونية في الكويت قائم ولكن المشكلة هي فقط فنية وتقنية .. مشيرا الى اعتماد بريطانيا هذا النظام في دولتي الإمارات و قطر و سلطنة عمان.
وأضاف " لقد واجهتنا عدد من الصعوبات التقنية في برنامج التأشيرة الالكترونية وهو ما يحتاج الى اعادة صياغته من اجل تحسينه لاسيما عدد المتقدمين للتأشيرة في الكويت ضعف العدد في البلدان المذكورة وهذا لن يكون قبل بداية السنة المقبلة ".
وعن موافقة البرلمان البريطاني بالأمس على مشروع قرار يدعو الحكومة الى الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية الى جانب اسرائيل اوضح هاموند أن هذا المشروع بقانون ليس ملزما للحكومة البريطانية..مشيرا الى امتناع الحكومة عن التصويت على هذا الطلب.
و بين أن السياسة التي اقترحها هذا الطلب هي سياسة الحكومة البريطانية ولمدة طويلة والتي تدعم حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية بشكل يؤكد الأمن المتبادل لهما .. مؤكد أن الاختلاف مع البرلمان البريطاني كان حول التوقيت المناسب من أجل الاعتراف بدولة فلسطين كجزء من عملية السلام.
وأشار الى أهمية الإسراع في مفاوضات عملية السلام بين الجانبين لاسيما مع الاحداث التي شهدها قطاع غزة هذا الصيف واعادة بناء القطاع واطلاق عملية السلام.
وحول موقف المملكة المتحدة من تزويد المعارضة المعتدلة في سوريا بالأسلحة ومدى ضمان عدم وصولها الى داعش قال هاموند..إن المملكة المتحدة لا تزود المعارضة السورية بالأسلحة " لإقرارنا بصعوبة التحكم بوجهة هذه الأسلحة " .. مبينا أن بلاده تبحث في كيفية المشاركة في البرنامج الامريكي الذي يسعى لتدريب الجيش السوري الحر.
**********----------********** من جهته قال وزير الخارجية الكويتي إن النتائج الإيجابية للاجتماع المشترك..تؤكد العلاقة التاريخية الراسخة بين دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة والتطابق في وجهات النظر إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
وأضاف الشيخ صباح الخالد أن الاجتماع الوزاري الرابع للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة عزز من آليات التعاون بين الجانبين بما يخدم المصالح المشتركة في المجالات كافة.
وأشاد بما تحقق من تقدم ملموس في اعداد خطة العمل المشترك التي تعمل على تعضيد اوجه التعاون بين الجانبين في كافة المجالات.
وعما تشهده المنطقة من صراعات أشار الشيخ صباح الخالد الى أن الاجتماع تطرق الى الأزمات التي تعصف بالمنطقة لاسيما الأزمة السورية وما تمثله تهديدات " داعش " من مخاطر لن تقف عند تدمير سوريا فحسب بل ستمتد الى دول الجوار والى المنطقة برمتها.
وأوضح أن اجتماع اليوم كان فرصة لبحث جميع القضايا سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا مؤكدا تطابق وجهات النظر بين الجانب الخليجي والمملكة المتحدة بشأن هذه القضايا.
وردا على سؤال حول دور الكويت في التحالف الدولي ضد " داعش " أكد الشيخ صباح الخالد .. أن بلاده في قلب هذا التحالف و شاركت في اجتماع مجلس التعاون في جدة يوم / 11 / من شهر سبتمبر الماضي والذي كان يهدف لدعم الحكومة العراقية سياسيا وانسانيا وايجاد السبل الكفيلة لمحاربة التطرف فضلا عن مشاركتها في اجتماع باريس في / 15 / من الشهر نفسه.
وكشف عزمه زيارة العراق في غضون الثلاثة أيام المقبلة لدعم وتشجيع الحكومة العراقية على تنفيذ برنامجها الهادف لوحدة العراق ومشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية.
من جانبه قال الدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية..إن الاجتماع الوزاري للحوار الاستراتيجي الخليجي - البريطاني جاء بناء ومثمرا أكد خلال الجانبان أهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون واستمرار التنسيق المشترك في كافة المجالات بما يحقق امن المنطقة واستقرارها.
وأضاف الزياني أن الاجتماع تطرق الى الجهود الامنية المبذولة لمكافحة الإرهاب مشيرا الى أن الوزراء أقروا خطة العمل المشتركة للحوار الاستراتيجي للفترة من عام 2015 حتى عام 2018 والتي تشمل مقترحات للتعاون المشترك بين الجانبين والاهداف المتوخاة منها والاليات المناسبة لتحقيقها.
وذكر أن خطة العمل المشتركة تتضمن التعاون في المجالين السياسي والامني اضافة لمجالات التجارة والاستثمار والطاقة والبيئة والتعليم والبحث العلمي والثقافة والسياحة .. لافتا الى أن الجانين أكدا حرصهما على تعزيز أواصر العلاقات وتطويرها بما يحقق المصالح المشتركة.
وحول ما إذا كانت الاتفاقية الأمنية الخليجية ضرورة تحتم على الدول الخليجية توقيعها ذكر الزياني " أن التعاون الأمني بين دول مجلس التعاون الخليجي لا يعتمد فقط على الاتفاقية الأمنية .. فالتعاون والتنسيق موجودان في المجالات كافة منذ أكثر من / 33 / سنة ".
وأفاد أن دول الخليج تتعاون في إطار اتفاقية مكافحة الإرهاب واتفاقية الدفاع المشترك وهما يخدمان الاطار ذاته مشيرا الى أن توقيع الاتفاقية الأمنية يسهم أكثر في سرعة التنسيق.
وحول مبادرة الاتحاد الخليجي التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في ظل المخاطر المحيطة بدول مجلس التعاون أكد الزياني..أن المشاورات ما زالت مستمرة بين دول المجلس حولها وكيفية تطبيقها.
خلا - زا /.
وام/ز ا