علي النعيمي خلال قمة "أقدر" : مجتمع بلا أخلاق هو مجتمع بلا هوية

علي النعيمي خلال قمة

أبوظبي في 22 نوفمبر / وام / أكد معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس دائرة التعليم والمعرفة ان مجتمعا بلا أخلاق يستند عليها هو مجتمع بلا هوية ..محذرا من ان الانسان الذي لا يتمتع بالأخلاق يكون أداة مدمرة لنفسه ومجتمعه ولأسرته .

وقال معاليه - خلال الجلسة الرئيسية الأولى لقمة أقدر العالمية التي انطلقت فعالياتها أمس في أبوظبي تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - ان دولة الإمارات هي السباقة دوما في تعزيز التربية الأخلاقية التي تعتبر سياج الأسرة لبنة المجتمع ..مشيرا الى ان صاحب الأخلاق يكون وفيا مخلصا لوطنه لا يخون بلاده لان أخلاقه ستمنعه التي هي الأساس الضروري في تنشئة الافراد .

وأضاف ان كل الأديان والفلسفات جاءت لتحارب الشر وترعى الخير ..مشيرا إلى أن مرتكز الفلسفة والأديان هو الاخلاق .

وقال النعيمي " اننا يجب أن نصنع ثقافة داخل مجتمعاتنا مسؤولة عن الأخلاق والإمارات هي السباقة دوما في تعزيز التربية الأخلاقية " .

وتناولت الجلسة الأولى المحور المعرفي والعلمي " الأسس المعرفية للتطرف الفكري والانحراف الأخلاقي " قدمها العقيد الدكتور إبراهيم الدبل المنسق العام لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب "أقدر" وتحدث فيها الشيخ العلامة عبدالله بن بيه رئيس منتدى "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" عن الجذور المعرفية والفكرية للتطرف الفكري والانحراف الأخلاقي.

واكد ابن بيه في ورقته أهمية موضوع التطرف والانحراف الفكري وصعوبة مواجهته في هذا العصر وتحدث عن التطرف تعريفا وعن جذوره بصفة عامة وبصفة خاصة عن جذره المتلبس بلبوس الدين، وعرف الانحراف الأخلاقي ثم قدم مقاربة لثقافة التسامح والوسطية فكراً وسلوكاً في مواجهة المحورين التطرف والانحراف.

وأشار ابن بيه إلى ان دولة الإمارات بلد " زايد الخير " ومعدن المجد بإمكانها أن تقود هذا الجهد الدؤوب في مرحلة المراجعات والحوار مع الذات ومع الآخر لفك عقد التطرف وعلاج داء الانحراف والتعسف.

وقال " انها فعلا تقدِّمُ المقاربات الحيَّةَ والمبادرات القوية على مختلف الصعد، وفي المحافل الدولية والإقليمية بجسارة وكفاءة فلن يكون ذلك صعبا على همّة قيادة برهنت على حسن الريادة بوضوح الهدف وسعة الأفق وعمق الرؤية القائمة على دعائم الاستقرار والازدهار والابتكار".

ثم تحدث الدكتور عتيق جكة المنصوري رئيس مركز جامعة الإمارات للسياسة العامة والقيادة في المحور المعرفي والعلمي عن الأسس المعرفية للتطرف الفكري والانحراف الأخلاقي بينما استعرض كريغ شيريدان قائد الشرطة السابق -شرطة نيو ساوث ويلز "استراليا" موضوع التطرف الفكري والانحراف الأخلاقي من المنظور الأمني حيث أشار إلى بيئة التهديدات وكيفية تغيرها وتطور مفاهيمها خاصة مع دخول تقنيات الانترنت والتواصل الحديثة وعبور الجرائم للحدود ثم قدم تصورات تستطيع الحكومات القيام بها لمواجهة الإرهاب والعنف الفكري.

وقال شيريدان إن الإرهاب إذا ارتبط بالعنف فانه يسبب ضرراً كبيرا بالمجتمعات خاصة مع توفر الأموال والأسلحة والدعم وأماكن الاختباء إلى جانب الوصول لاماكن حساسة في الدول ..مؤكداً ضرورة العمل على تنمية قدرات الشباب وتشجيعهم.

كما تحدث عن تأثير التطرف بين الشباب والأفراد الذي يخلق تهديدا للمجتمع ويتطلب تدخل الأجهزة الأمنية، فقد تزايدت التدابير الأمنية كثيرا خلال السنوات الخمس الماضية للتخفيف من التهديد الذي يمثله التطرف ثم عرض استراتيجية الحكومة الأسترالية في حماية الأماكن المزدحمة من الإرهاب والتأثير على المجتمع بأسره.

وألقى الضوء على جذور التطرف الفكري الاجتماعي وأهمية الأمن وحماية الأماكن المزدحمة التي غالبا ما تكون هدفا للمتطرفين ..وأعطى أمثلة من الأحداث الكبرى التي تحدث في وسائل النقل والأماكن المزدحمة ..مشيرا الى أفضل الممارسات الحالية للأمن في جميع أنحاء العالم وما تقوم به وحدات إشراك المجتمع ومكافحة الإرهاب في الحكومة والشرطة من أجل التغيير وسلامة المجتمع.

ثم تحدث بويان رادويكوف رئيس قطاع الاتصالات والمعلومات "مقر منظمة اليونسكو – باريس" عن البرامج التعليمية الرسمية وغير الرسمية لمواجهة التطرف العنيف في وسائل التواصل الاجتماعي ..وقال ان الفكر المتطرف العنيف يتنافى مع مبادئ الأمم المتحدة فهو لا يرتبط بأي دين أو جنسية أو ثقافة أو مجموعة معينة ويؤثر على أمن ورفاه وكرامة العديد من الأفراد الذين يعيشون في البلدان النامية والبلدان المتقدمة على السواء.

واشار إلى أن الاستجابات الوقائية ضرورية، ولكن لكي تكون فعالة على المدى الطويل، يجب أن تقترن بالإجراءات الوقائية التي تشمل التعليم والثقافة ومحو الأمية، فضلا عن الاستخدام الأخلاقي لشبكة المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي.

- هدى -