الخميس، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧ - ٤:٥٥ م
من / أحمد جمال ..
أبوظبي في 23 نوفمبر / وام / أصدر المجتمعون في قمة أقدر العالمية "البيان العالمي للتربية الأخلاقية" في ختام أعمال القمة التي عقدت على مدار 3 أيام في أبوظبي تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
ودعا "البيان العالمي للتربية الأخلاقية " الى انشاء معاهد ومؤسسات وطنية متخصصة تعالج قضايا التطرف والانحراف السلوكي وفق منهج علمي تربوي قائم على علم استشراف المستقبل للتعرف على العوامل الأخلاقية والقيمية التي تساعد في مواجهة التطرف الفكري والانحراف الأخلاقي.
كما دعا البيان - الذي ألقاه العقيد الدكتور إبراهيم الدبل المنسق العام للقمة - دول العالم إلى العمل المشترك لحماية النشء وشباب المستقبل من خلال إقامة شراكات بين الحكومات العالمية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع ككل من أجل مواجهة التحديات التي يواجهها العالم إلى جانب الدور الهام لمؤسسات الأمم المتحدة واليونسكو عبر مكاتبها الإقليمية في دول العالم.
وأكد على أهمية توفير مرجعيات علمية وفكرية للتربية الأخلاقية من منظور عالمي يرتكز على الهويات الوطنية بما يضمن تماسكها وتكاملها على أن تكون معتمدة من الحكومات والمؤسسات ذات العلاقة.
كما أكد على المسؤولية المشتركة بين الحكومات والمؤسسات الثقافية والدينية والمجتمعية وتلك في القطاعات الخاص للعمل على تحصين الشباب والتصدي للفكر المتطرف والانحرافات الفكرية.
وشدد البيان على أهمية إطلاق منصة إلكترونية على شبكة الإنترنت تجمع الخبراء والمختصين والمعنيين بشأن التربية الأخلاقية لتقديم توصياتهم ونصائحهم ودراساتهم وآرائهم حول الاستراتيجيات والبرامج الداعمة لتعزيز التربية الأخلاقية كمنطلق لمكافحة المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية وإطلاق مسابقة دولية تحت عنوان "التربية الأخلاقية العالمية" تتضمن أهم المحاور والقضايا والمتطلبات اللازمة لنشر نهج التربية الأخلاقية بين مختلف المؤسسات ذات العلاقة على المستوى التربوي والاجتماعي.
كما دعا "البيان العالمي للتربية الأخلاقية " إلى ضرورة إطلاق مبادرات الحوار الحضاري حول العالم والتعاون في مواجهة التحديات التي أضرت بالقيم الإنسانية والأخلاق الكريمة وأسهمت في تفكك الأسرة وانحلال القيم الأخلاقية وأكدوا أهمية ترسيخ القيم الإنسانية السامية والاهتمام بتعزيز التربية الأخلاقية.
وأوصى البيان بوضع ادلة عمل ومنهجيات واضحة لتعزيز مفاهيم التربية الأخلاقية في المؤسسات التعليمية ونشرها بين الجهات ذات العلاقة على المستوى الدولي والوطني وكذلك وضع منهجيات علمية لتعزيز "التربية الأخلاقية" في المناهج التربوية والأنشطة الصيفية ودراسة مدى انعكاساتها على اتجاهات الطلاب.
كما دعا إلى الاستفادة من منشورات المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة واليونسكو واليونيسف والمؤسسات الاقليمية والوطنية وغيرها في إعداد وتطوير مناهج التربية الأخلاقية وتشجيع دول العالم الى الاستفادة من التجارب المميزة لبعض الدول في مجال التربية الاخلاقية وايجاد منصة دولية لاحتواء هذه التجارب الدولية وتشجيع دول العالم الى تضمين تجاربها الوطنية في هذه المنصة الدولية.
وتم تشكيل لجنة متابعة تضم عددا من المشاركين وممثلين عن شركاء القمة لمتابعة تنفيذ ما صدر عن القمة في "البيان العالمي لقمة العالمية" ووضع الخطط والبرامج التنفيذية التي تتطلب ذلك.
وعقدت " قمة أقدر العالمية" في مركز أبوظبي الدولي للمعارض تحت شعار تحت شعار " دور التربية الأخلاقية في المؤسسات التعليمية إقليميا ودوليا لمواجهة التحديات العالمية .. التطرف الفكري والانحراف الأخلاقي نموذجا".
وتم تنظيم القمة بالتعاون مع الشركاء الدوليين كالأمم المتحدة – المكتب المعني بالجريمة والمخدرات ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ واليونيسف والعديد من الجامعات والمراكز البحثية الدولية والمؤسسات ذات العلاقة اقليميا ودوليا وشملت جميع الطوائف والثقافات والاجناس والاعراق والديانات.
وشهدت القمة عرض أكثر من 57 ورقة علمية خمسة جلسات رئيسية و30 ورقة نقاشية و24 ورشة متنوعة و12 ورشة عمل للخبراء والمختصين و12 ورشة عمل لأولياء الأمور وأفراد المجتمع تم تنفيذها بالتعاون والشراكة مع المؤسسات المختصة بالدولة والمؤسسات العالمية إلى جانب 5 جلسات شبابية ودارت جميعها حول محاور التربية الأخلاقية والتطرف الفكري والانحراف الأخلاقي.
وأشاد المشاركون في قمة أقدر العالمية بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في العمل على نشر التسامح والسلام والأمن في العالم وحرصها على العمل الدولي المشترك الداعم لتعزيز الترابط والتماسك بين مختلف الثقافات والشعوب والأديان مقدمين الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على استضافتها لهذه القمة العالمية.
كما اشاد المشاركون بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في تفعيل منهج التربية الاخلاقية في مدارس الدولة ودور سموه اللافت في تعزيز ونشر ثقافة التسامح ومبادئ الحق والعدالة والفكر الذي يصب في مصلحة الانسان والإنسانية .
كما وجه المجتمعون الشكر إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على رعايته ودعمه ومتابعته الدائمة التي كان لها الدور البارز في إنجاح القمة لتحقيق أهدافها السامية.
وقال المشاركون في "قمة أقدر العالمية" في تصريحات خاصة لـ"وكالة أنباء الإمارات" "وام" إن دولة الإمارات بتنظيمها هذا الحدث العالمي الرائد أكدت على أهمية تضافر الجهود العالمية من أجل مواجهة الفكر المتطرف وحماية الأجيال الناشئة وإيلاء المزيد من الاهتمام للشباب باعتبارهم عماد تقدم المجتمعات ونهضة الأمم.
وأكد مساعد سلمان مساعد رئيس الأنشطة الثقافية بوزارة شؤون الشباب والرياضة بمملكة البحرين على أهمية قمة أقدر العالمية التي استضافتها دولة الإمارات في ظل ما طرحته من روئ وأفكار تسهم في حماية عقوب الأجيال الناشئة من الفكر المتطرف وتعزيز الاهتمام بالشباب.
وأشار إلى أن وفد المملكة المشارك في القمة عرض خلال مشاركته تجربة "مدينة شباب 2030 " في البحرين التي تعد من المبادرات الشبابية غير المسبوقة وتهدف لتوفير أفضل ظروف الرعاية للشباب وتمكينهم وحشد طاقاتهم ليتم توجيهها التوجيه السليم وتزويدهم بالمعارف اللازمة التي تنمي المهارات والسمات القيادية لديهم.
من جانبه أعرب سعادة الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا عن سعادته بالمشاركة بقمة أقدر العالمية وبمخرجات هذا الحدث العالمي الفريد الذي ركز على "التربية الأخلاقية" في مؤسسات التعليم ودورها في إعداد النشء والشباب اليوم لمواجهة التحديات العالمية التي تؤثر سلبيا على الفكر والأخلاق.
وأكد أن قمة أقدر العالمية أكدت على أهمية مبادرة دولة الإمارات بتطبيق مادة التربية الأخلاقية بالمدارس بالإضافة إلى التأكيد كذلك على أن الجميع معني بالمشاركة في بناء الشخصية الوطنية الصالحة وتعزيزها في أجيال المستقبل.
- أجم -