الخميس 01 يونيو 2023 - 10:45:25 ص

خبراء: تعميم التكنولوجيا أهم العوامل التي ساهمت في إعادة تشكيل ملامح قطاع الإعلام


.. من أمجد صالح.
أبوظبي في 18 نوفمبر/ وام/ يعد تعميم التكنولوجيا أهم العوامل التي ساهمت في إعادة تشكيل ملامح قطاع الإعلام، حيث ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت من حوالي 413 مليون في عام 2000 إلى أكثر من 5 مليارات في عام 2022، وفقاً للخبراء الذين شاركوا في الكونغرس العالمي للإعلام، الذي استضافته أبوظبي.

ولا شك أن توفُّر التكنولوجيا أتاح مشاركة المعلومات وتسليط الضوء على الوقائع والمستجدات حول العالم بدون قيود رقابية.. ورغم النتائج الإيجابية لمدى توفُّر التكنولوجيا حول العالم، هناك بعض السلبيات مثل منح صلاحيات التحرير ومصداقية الصحافة لمستخدمي الإنترنت حول العالم، ما يساهم في انتشار المعلومات المضللة على نطاق أوسع، كما أدت جائحة كوفيد-19 إلى زيادة لافتة في أعداد صنّاع المحتوى ومنصات صناعة المحتوى.

ويرى الخبراء أن الأجيال الجديدة تتوجه نحو المفاهيم المشوقة، أي يتوجب على المنصات الإخبارية صناعة محتوى يجمع بين المتعة والعناصر التعليمية في آن معاً، أو ما يُعرف بـ "المحتوى التعليمي الترفيهي"، لضمان استمراريتها واستقطاب نسب أعلى من المتابعين. كما بات على المؤسسات الإعلامية التوسع عبر مختلف المنصات الإلكترونية المتاحة في العصر الحالي لتعزيز حضورها ضمن البيئة التنافسية السائدة في قطاع الإعلام حالياً.

وفي هذا السياق، مهدت تطبيقات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي الطريق لتعزيز فرصة تحديد التوجهات الاستهلاكية في مجال الإعلام وتطوير نماذج أكثر إبداعاً لسرد القصص واستقطاب أعداد أكبر من المتابعين، خاصةً وأن تركيز المستخدمين يتوجه نحو القوالب والتصاميم اللافتة.

وفضلاً عن دفع عجلة التطور وخفض تكلفة إنتاج المحتوى الإعلامي، مكّنت هذه الحلول التقنية المنصات الرقمية وصنّاع المحتوى من توجيه طاقاتهم نحو تعزيز جودة المحتوى وثقة المتابعين، ويتطلب هذا التحول الجذري مزيداً من الاستثمار في هذه التكنولوجيا ضمن المؤسسات الإعلامية، مما يشكل تحدياً للشركات الناشئة، التي غالباً ما تواجه صعوبة في الحصول على التمويل، وتتوجه إلى الحكومات والمنظمات الخيرية.

وبات عالم الصحافة يتأرجح بين الواقع والرأي، ما يدفع للاختيار بين تحضير مقالات متقنة وغنية بالمعرفة أو محتوى مختزل يجذب انتباه المتابعين ، ووجد المختصون أن سد هذه الفجوة في قطاع الإعلام يمثل فرصة من شأنها تشكيل مجتمع إعلامي جديد وموحد، قائم على تكامل بين مجموعات المهارات المختلفة، ويتولى فيه مختصو التكنولوجيا الجوانب التقنية بينما يعنى الصحافيون بصياغة الموضوعات والتأكد من الحقائق.

من ناحية أخرى، أوضح الخبراء خلال الكونغرس العالمي للإعلام أنه على الرغم من كون التقنيات مثل الميتافيرس مصدراً فائضاً للترفيه، قد تؤثر على العلاقات البشرية، وهو أمر يجب التعامل معه بحذر شديد، لتسهيل الوصول إلى هذه التقنيات المعقدة، مع ضمان احتواء آثارها الضارة على التفاعلات الاجتماعية في الحياة الواقعية.

وأجمع المختصون على أن التعليم يمثّل أكثر الأدوات فاعلية في تعزيز وعي وتفاعل المجتمعات في البيئة الإعلامية، ويبدأ ذلك في المنزل مع أولياء الأمور، ليمتد عبر أنظمة التعليم والمؤسسات والمهنيين المسؤولين عن تقديم الأخبار والمحتوى الإعلامي .

وأكد الخبراء أن الاستثمار في التدريب وتطوير المهارات يشكل محوراً آخراً من ركائز النهوض بالقطاع، حيث يساهم ذلك في تزويد الإعلاميين بالمهارات المتعلقة بعمليات التحرير والتأكد من الحقائق لتمكينهم من صناعة محتوى عالي الجودة، سواء كان ذلك في المقالات التحليلية والاستقصائية أو مقاطع الفيديو القصيرة عبر المنصات الرقمية مثل "تيك توك".

 

دينا عمر/ رولا الغول